قام إسرائيل، حقا قام

تتدحرج كرة الثلج بسرعة لا تعير بالا لشيء، العيون شاخصة أمام لعبة القرن، وهي لعبة خطيرة لكنها تؤدى بملعب الناس فيه على تجربة واسعة في التصدي. في 1948 قام إسرائيل، قيامته جاءت على حساب شعب فقير ومستضعف، هذا ما تبقى منه على الاقل، أصحاب المال والاعمال نقلوا أشغالهم الى دول الجوار قبل وقوع الكارثة والتهجير، والقسم المستضعف الذي تبقى قتل وشرد واغتصب وتم حرقه تماما ككل القصص البائسة التي عرفها التاريخ. ولنا في دير ياسين عبرة، أهلها مسالمون، قبلوا الامر الواقع، لكن الأمر الواقع قلبهم عن بكرة ابيهم وحلت المجزرة. بعد 71 عاما على انشاء إسرئيل، تدخل النكبة في 2019 بنفس خانة الاعتراف السياسي تماما كما التطهير العرقي للارمن؟ وتصبح لعبة نرد تلوح نكاية بالمعسكر الحليف لابتزازات راهنة لا علاقة لها بمصير الشعوب؟ على أي حال الانشغال المسهب باسباب الخسارة لم تؤدي إلى افتتاح ولو مركز دراسات جامعي واحد يخص المرحلة، الدراسات الفلسطينية متواجدة هناك خلف البحار تؤطر وفقا لمنهجيات بعيدة كل البعد عن نبض الشارع، دراسات نظيفة، بيضاء، لامعة، منمقة وبراقة، لا تليق ان تلف اوراقها بوجبة فلافل معين الطفل اللاجئ في مخيم عين الحلوة، أو رنا في مخيم البقعة. جمع مايص؟ سخرنا من الكرد، هم التحفوا الجبال وجعلوا الكهوف مأوى لهم، قلنا نحن لسنا مثلهم، لذا ماذا نريده؟ في كل موجة احتجاج نبدأ بعد من ارتقى في سبيل رفع اللواء، ليس الفلسطيني ولا الحركي بل الفصائلي هذه المرة، ومن ثم نتعب لنشرع بالعد مجددا. مسيرات العودة الكبرى على طول الشريط الفاصل انتهت الى تفاهمات مصرية اسرائيلية وقعت على جثث أربعة إسرائيليين و 25 فلسطينيا، ينضمون إلى قافلة ارتقى فيها أكثر من 200 من بنات وأبناء غزة منذ 30 آذار/مارس 2018. ولنا بالطبع هنا في صحراء النقب نصيب مع ارتقاء الأخ العزيز زايد الحمامدة في هذا الركب، وما زال في الطريق متسعا كبيرا. ترامب سعى منذ حملته الانتخابية في 2016 إلى حل الدولة الواحدة، لكنه ما لبث ان تراجع عن الفكرة. منظمة التحرير قلصت ولا تزال من فكرة البيت الجامع الى صومعة هزيلة تضم أحزاب كرتونية لا تليق بشعب فتي، مبادرة السلام العربية في 2002 التي ارتكزت أساسا على مقال في نيويورك تايمز، وهو مقال في النهاية. وإن كان كذلك فربما حان الوقت لوضع ترجمة حديثة لمقال ادوارد سعيد عن الصحيفة ذاتها. لا توجد دائرة عمل عربية واحدة للجماهير العربية، عندما وضعت اوراق الشاباك على طاولة اولمرت ان العرب يتحركون ولديهم نية في العمل الجدي الذي يطمح الى الارتقاء بمستوى الجماهير على ضوء وثيقة حيفا. تم اغلاق جهد العمل، وكأننا نقول للاجهزة الأمنية يلا تعالوا قوضونا بالله عليكم، الحقوق تنتزع، لجنة المتابعة هي لجنة مخاتير، لا تفي بأدنى شروط العمل الجاد. قبل أن نأكل التبن وندهن أفواهنا بالسمن على السحور. يجب الا ننسى ان اشتعال فتيل النظرية العرقية في 2018 من خلال سن قانون الدولة القومية للشعب اليهودي الذي يمنح اليهود فقط حق تقرير المصير في البلاد والذي ينص على أن إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وأن حق تقرير المصير فيها يخص الشعب اليهودي فقط، وأن العبرية اللغة الرسمية في اسرائيل، بينما ينزع هذه الصفة عن العربية، كما تعتبر الدولة تطوير الاستيطان اليهودي قيمة قومية، وتعمل لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته، ويعني ذلك أساسا يهودية الدولة. كل هذا من شأنه تحفيز الهمة والعمل الجماعي، وليس لجنة تعيينات فئوية ومصحلجية خاوية الوفاض، الاستفراد باتخاذ القرار خطيئة اثبتت ذاتها مرارا وتكرارا. صفقة القرن هي لعبة لا أكثر، ومواجهتها تتطلب غايمرز لديهم حب العمل الجماعي وروح الفريق الواحد.
#رمضان_مبارك 🌸🍀🌺

نُشر بواسطة HUNA ALJANOUB

هنا إنتاج - كايد أبو الطيف: دراسات ثقافية وتقاطعاتها المعاصرة مع كورونا بصحبة السياسة والاقتصاد

أضف تعليق