بايدن ينطق العبارة التي انتظرتها ارمينيا لمدة 106 سنة: “الإبادة الجماعية”

بايدن ينطق العبارة التي انتظرتها ارمينيا لمدة 106 سنة | كايد أبو الطيف

ولاية بايدن الفارسية بامتياز؟ تقارب الادارة الاميركية في خطى متسارعة باتجاه اتخاذ قرارات معاكسة لكل ارث ترامب يخلط جميع توازنات المنطقة، مما يجعل اهم انجازات دول المنطقة العودة الى تفاهمات الماضي وهو الامر الذي لن يتم بطبيعة الحال، وان حصل فالتغييرات شكلية وليست جوهرية.

الضغط الأميركي الذي يتم ممارسته على الخليج يتجه شمالا ليصل تركيا اردوغان هذه المرة، باتخاذ ادارة بايدن القرار الذي من شأنه فتح باب الدعوات القضائية ضد الحكومة التركية وملاحقتها في اروقة المحاكم، بعد صمت واشنطن الذي استمر 106 اعوام من خلال اعلانه الاعتراف بابادة الأرمن. وهو ما يعتبر رد اعتبار لا لارمينيا فحسب إنما رد اعتبار لفرنسا التي استماتت في الدفاع عن ارمينيا ضد أذربيجان خلال نزاع القوقاز الأخير في اقليم ناغورني قره باغ.

احتفل اردوغان في العاصمة الاذرية باكو الى جانب الرئيس الهام علييف بالنصر في كانون الأول/ديسمبر 2020 وتضمنت الاحتفالات عرضا للطائرات بدون طيار تركية الصنع، وكان لهذه الطائرات الفضل بتفوق الجيش الأذري على نظيره الأرميني أثناء عمليات القتال، خصوصا طائرة بيرقدار المسيرة

وقال اردوغان في مراسم الاحتفال “ان أحفاد الجنود العثمانيين الذين قاتلوا في إطار جيش القوقاز الإسلامي قبل نحو 100 عام يشعرون بالفخر اليوم بهذا النصر العظيم”.

هكذا تذكر رئيس تركيا الانتصارات العثمانية في احتفالات “نصر” اذربيجان على أرمينيا واستعادتها الإقليم المتنازع عليه، وبنفس الطريقة اعاد بايدن الاعتبار للحلفاء، وبهذه الطريقة يعيد أنقرة خطوات الى الوراء ما يجعلها في موضع المستجدي مجددا على أبواب الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي من شأنه اعادة الحيوية والنشاط للقارة العجوز التي ومنحها فرصة رسم تفاعلات العالم مع الحليف الجديد في البيت الابيض من جهة، وفي الجهة المقابلة اظهار بروكسل في موقع لا يقل أهمية عن لندن الموشحة بالسواد على فراق دوق ادنبرة الأمير فيليب.

ازاء الانتعاش الاوروبي واضح المعالم، فالاحراج الابرز في المنطقة هو في مصر السيسي، أكبر دولة عربية في المنطقة ما يضعها في موقف محرج، وهي التي كانت من المفروض ان تكون اول دولة عربية وافريقية ترحب باتخاذ هذه الخطوة من قبل البيت الابيض، لكن اي تصريح يحمل في طياته بشارة ايجابية لصالح الارمن يضرب القاهرة ومصالحها على ضوء تقارب القاهرة-أنقرة.

“ﻋﻠﻰ كاراباخ ﺍﺟﺘﻤﻌﻨﺎ.. ﻧﺤﻦ ﻭﺳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ”

وبعد تدفق آلاف الأرمن السبت إلى النصب التذكاري في العاصمة يريفان في الذكرى 106 للمجرزة التي ارتكبت ضد الشعب الأرمني في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

اعترف بايدن رسميا بالمجازر التي طالت 1,5 مليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى على يد الإمبراطورية العثمانية على أنها “إبادة جماعية”، في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تأزّم العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي الناتو.

وطوال عقود مارست الجالية الأرمنية ضغوطا للحصول على اعتراف دولي بأن ما تعرض له 1,5 مليون أرمني “إبادة جماعية”.

واعتبرت نحو ثلاثين دولة والاتحاد الأوروبي ما حدث “إبادة جماعية” في حين ترفض تركيا هذا الاتهام بشكل قاطع.

كما طالبت يريفان انقرة بتعويضات مالية وبإعادة حقوق الملكية لأحفاد الذين قتلوا في المجازر في 1915-1918.

وإن كانت تركيا وريثة الإمبراطورية بعد تفككها عام 1920، تقر بوقوع مذابح، إلا أنها ترفض توصيفها بالإبادة، مشيرة إلى ان حربا أهلية في الأناضول تزامنت مع مجاعة، تسببت بمقتل ما بين 300 و500 ألف أرمني، فضلا عن عدد مساو من الأتراك.

نُشر بواسطة HUNA ALJANOUB

هنا إنتاج - كايد أبو الطيف: دراسات ثقافية وتقاطعاتها المعاصرة مع كورونا بصحبة السياسة والاقتصاد

أضف تعليق