اكتشاف حصن كنعاني عمره 3200 سنة

اكتشاف حصن كنعاني عمره 3200 سنة

تم تشييد الحصن منذ 3200 سنة “كمحاولة كنعانية للاحتماء من الفلسطينيين”، وتم تجهيز الموقع للزيارة العامة مجانا بالتعاون بين هيئة الآثار الإسرائيلية والصندوق القومي اليهودي، سيقام حفل الافتتاح غدا الثلاثاء الموافق 25.08.2018

كشفت الحفريات التي قامت بها سلطة الآثار الإسرائيلية بالقرب من كيبوتس جلئون قرب المجدل (تبعد عن غزة نحو 30 كيلومترا) أطلال حصن كنعاني من منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد يعود للحقبة الأولى من العصر الحديدي، الذي يوازي فترة سفر القضاة في العهد القديم.

تبلغ مساحة القلعة 18 × 18 مترا، ويوجد أبراج مراقبة في الزوايا الأربع. عند مدخل المبنى، تم الحفاظ على عتبة مدخل ضخمة، محفورة من حجر يزن حوالي ثلاثة أطنان. وكان داخل القلعة فناء مرصوف بألواح حجرية وأعمدة في الوسط. تم ترتيب الغرف على جانبي الفناء. وتم الكشف عن مئات الأواني الفخارية، بعضها بحالة سليمة، بما في ذلك أواني خاصة مثل وعاء وكوب، في غرف القلعة، والتي ربما كانت تستخدم أثناء أداء الطقوس للعبادة وعدد كبير من الأطباق، بعضها صنع على طراز الأطباق المصرية.

بحسب علماء الآثار ساعر غانور وايتمار فايسباين من هيئة الآثار، فإن “القلعة التي اكتشفناها تقدم لمحة عن الواقع الجيوسياسي الموصوف في سفر القضاة، حيث يتصارع الكنعانيون والإسرائيليون والفلسطينيون مع بعضهم البعض”. (الفلسطينيون.. أتى سفر القضاة على ذكرهم 34، منها 4 تخص غزة).

وأوضحوا انه “خلال هذه الفترة، كانت أرض كنعان تحت حكم المصريين، وكان سكانها تحت رعايتهم. ولكن بعد ذلك، خلال القرن الثاني عشر، ظهر لاعبان رئيسيان آخران في المنطقة: الإسرائيليون والفلسطينيون، وبالتالي بدأت سلسلة من الصراعات الإقليمية الدموية. استقر الإسرائيليون في مستوطنات غير محصنة على جادة الجبل الرئيسي، واكتسب الفلسطينيون بدورهم قوة كبيرة في منطقة السهل الساحلي الجنوبي وأنشأوا مدنًا كبيرة في اسدود وعسقلان وعقرون وجات. في محاولة لاحتلال المزيد من الأراضي، واجه الفلسطينيون كل من المصريين والكنعانيين على خط الحدود، الذي مر عبر على ما يبدو، بين مملكة جات الفلسطينية ومملكة لخيش الكنعانية في وادي بيت جبرين” مصادر مياهه من جبال الخليل.

يبدو أن القلعة بُنيت كمحاولة كنعانية/ مصرية للتعامل مع الوضع الجيوسياسي المركب، لكن في منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد، تخلى المصريون عن كنعان وعادوا إلى مصر. وتابع غانور فايسباين “توضح قصص سفر القضاة في الكتاب المقدس الواقع الجيوسياسي المعقد والنضال من أجل مناطق السيطرة، في إعادة تنظيم القوى السياسية في أرض إسرائيل”.

يُعرف مخطط القلعة من المواقع الأخرى التي تم التنقيب عنها في البلاد، والتي تم تحديدها على أنها “منازل الحاكم” المصري. تم بناء القلعة في موقع استراتيجي، حيث كان من الممكن مشاهدة الطريق الرئيسي الممتد على طول وادي بيت جبرين، الطريق الذي يربط السهل الساحلي بالجنوبي.

ساهم في التوصل الى هذا الكشف طلاب المرحلة الثانوية تخصص أرض إسرائيل من مدرسة بئر السبع متعددة المجالات، وطلاب سنة تحضيرية من مركز نحشون قبل خدمتهم العسكرية، والعديد من المتطوعين كجزء من سياسة هيئة الآثار لتقريب الجمهور العام، وخاصة جيل الشباب من علم الآثار. (الفيديو في التعليق الأول)

نُشر بواسطة HUNA ALJANOUB

هنا إنتاج - كايد أبو الطيف: دراسات ثقافية وتقاطعاتها المعاصرة مع كورونا بصحبة السياسة والاقتصاد

أضف تعليق