حفاة إلى الشمس

سنخلع الموت من أقدامنا ونمشي حفاة إلى الشمس: أتعبتنا يا دكتور شريف أبو هاني، ليس مفهوم ضمنا المشاركة بصلاة التراويح في مسجد إحسان رهط النقب، بالاحسان تعبد الله كأنك تراه، وإن لم تكن تراه فإنه يراك.

غدت استراحة التراويح الرمضانية في الاحسان أشهر من نار على علم، خاصة عند الاعلام عن آخر مستجدات مشروع شد الرحال من جهة، والمسابقة من الجهة المقابلة التي تتخذ من المعرفة نبراسا لها في بحور الدين والدنيا.

سؤال أمسيتنا أعادني إلى تقاعسي مجددا وبصورة علنية هذه المرة، عندما سأل امام المسجد الدكتور الشيخ أبو صهيب عن أكثر آيات القرآن الكريم تكرارا. مما يعيدني الى المربع الاول. إلى متى سيتم تأجيل هذه الخطوة؟

خلال مسرحية “شفيق شهيد” لمبدعنا الجميل سهل الدبسان و “بنبروار” ربطنا آيات من الذكر الحكيم، في العرض التمثيلي لتوسيع مجال العمل لبعد خامس او سادس بعدما تجاوزنا الجدار الرابع، في طريقنا نحو اختراق جدار جديد يكون فيه التواصل مباشرا اكثر بين الفنان وجمهوره.

الاقتباسات من السور الكريمة “المجادلة” و “المؤمنون”، توجب ان يأخذنا بطبيعة الحال إلى السورة التي اختلف جمهور العلماء على مصدرها. هل هي مكية ام مدنية؟ هذه الحيرة بحد ذاتها تثير الاهتمام، انتهى الجدل. السورة مكية! لكن هل هذا انهى الحيرة؟ أجمل ما في سورة الرحمن انها قامت بتفصيل أصول العقيدة، يا لتعقيد هذه المهمة.

يا رجل علامك، حرقت الفكرة. ضيعت علينا عرض! يا ريت هي تسخدم، لنضيف للعمل الفني بعدا جديدا لم تتواصل معه الحركة المسرحية بكثير من الجد.

كيف توصلت أساسا إلى هذه الفكرة؟ حقيقة ترنيم، رواية، سورة. كانت بداية مع فيروز في الجمعة العظيمة، مرورا برواية تسرويا شاليف زوج وزوجته، التي حاكت من خلال هذا العمل العديد من قصص العهد القديم واذكر انها اعانتني كثيرا على اجتياز امتحان الثانوية العامة المخصصة في مادة التوراة. وصولا إلى شفيق شهيد وبنبروار، ودلالات استخدامنا في النقب للتشريع مقابل العادات، التي تحفظ النص في حالات، وفي النقيض تأتي ندا له، ان لم يكن معارضا جملة وتفصيلا.

هذا يعني اننا في الطريق الى عمل حديث يتخذ من سورة الرحمن نقطة انطلاقته؟ لا اعلم. لكنني أرى المبدع أبو نضال موسى القريني قائدا لبطولة هذا العمل، علما بانه اطال غيابه عن خشبة المسرح البلدي، التي تاقت اليه كثيرا، ونحن أيضا دون أدنى شك.

خسارة.. لو بدري، كان صليت السنة في الاحسان. حصل خير، الصلاة لا تقتصر على رمضان. نحن نتحدث عن مسجد احببنا رواده وامامه، وكل وجامع دعاؤه وصلاته، مساجدنا فيها البركة والخير الكثير وانت أعلم بذلك مني. على أي حال، علينا توسيع فكرة معنى المسجد، هو ليس فقط “صلي فرضك وامشي دربك”، بل أكثر من ذلك بكثير.

لقاؤنا يتجدد في الاسبوع الحادي والثلاثين من الحلم، والى ذلك الحين ها هو دهيبيش ابن وضاح يحيكم من هنا حيث انتم في الردهة المقابلة من النضوج.

#رمضان_مبارك

نُشر بواسطة HUNA ALJANOUB

هنا إنتاج - كايد أبو الطيف: دراسات ثقافية وتقاطعاتها المعاصرة مع كورونا بصحبة السياسة والاقتصاد

أضف تعليق